الحلال والحرام
أبدأ بقول لا إله إلا الله وأن محمد ﷺ خاتم المرسلين وأدعو
لسائر المسلمين بالخير والرفاء وصالح الأعمال
أما بعد،
فموضوعنا عما هو المقصود بالحلال والحرام وما تشمله الكلمتان من معان مشتقة
أحرف أقوياء وردوا في كتاب الله، حرفان منهم (ح) اللام (ل)
يشكلوا بترتيبهم (ح)(ل)(ل) كلمة (حلل) وهو فعل ثلاثي، ومرة أخرى في ثلاث أحرف منهم
أيضا الحاء (ح) والراء (ر) والميم (م) يشكلوا بترتيبهم (ح)(ر)(م) كلمة (حرم) وهو
أيضا فعل ثلاثي، وهذان الفعلان لهما وقع الطبل في أذان الناس (حلال وحرام)
لما فيهما من معاملات بإفعل ولا تفعل، إفعل ما يحب الله ولا تفعل ما لا يحب الله
لنا أن نفعل، وكلاهما بحرف (ح) كالصوت المصيطر على الكلمة. والمصدر لهما هو الحلال
والحرام
دعونا نستعرض تلك الكلمتان وما
تعنيهما حسب ورودهما في أيات كتاب الله القران الكريم
أولاً: الحلال
وردت في كتاب الله كلمة
"أحل" 18 مرة وكلمة "حلل" 4 مرات ووردت كلمة "حلال" 6 مرات بإضافة الألف (ا) باختلاف تصريفاتهم وأوزانهم ويمكننا أن نصنفهم حسب
أصل الفعل حسب ما يلي:
أُحِلَّ حِلّ أَحَلَّ أحلُّوا أَحْلَلْنَا فَيَحِلَّ حَلاَلٌ حَلاَلاً
1.
"أُحِلَّ وحِلّ وأُحِلَّتْ وأَحَلَّ وأَحْلَلْنَا"
وردت 9 مرات، جاءت في سورة البقرة أية 187،
275
وفي سورة أل عمران أية 50
وفي سورة النساء أية 24،
160
و سورة المائدة أية 1،
4،
5،
87،
96 وفي سورة الحج أية 30
وفي سورة التحريم أية 1 وفي سورة الأحزاب أية 50 وكلهم من نفس الفعل وتعني المباح من الله باختلاف
موضعه في الأيات وميزان صرفه ويمكن بالضعط على رابط أرقام الأيات عرض الأية كاملة.
2.
"أَحَلُّواْ وتُحِلُّواْ وحَلَلْتُمْ
" ووردت مرتان، مرة في سورة إبراهيم أية 28 ومرة واحدة في سورة المائدة أية 2 ومعناها أباحوا ما منع الله وساءت عاقبتهم فوجب الحرص والالتزام بما
منع الله
6.
"حَلاَلاً و حَلاَلٌ"
وردت 6 مرات، مرة واحدة في كل من سورة البقرة أية 168
و سورة المائدة أية 88
وفي سورة الأنفال أية 69
وفي سورة يونس أية 59
ومرتان في سورة النحل أية 114،
116
و تعني أيضا المباح من الله ولكن في العموم بدون
تخصيص
ثانياً: الحرام
وردت في كتاب الله كلمة "حرم" 47 مرة ووردت كلمة "حرام" 21 مرة بإضافة الألف (ا) باختلاف تصريفاتهم وأوزانهم ويمكننا أن نصنفهم حسب أصل
الفعل لمجموعتان حسب ما يلي:
المجموعة الأولى (الفعل):
نرى أن فعل حَرَّمَ هو فعل رباعي متعدد على وزن فعَّلَ وحسب ميزان الصرف نجد أن فعَّلَ (فعل ماضي) ويُفَعِّل
(فعل مضارع)، تفعيلاً، فهو مُفَعِّل، والمفعول مُفعَّل
وفُعِّل كمبنى للمجهول ويمكننا تجميع الاتي
من أشكال صرف كما وردت في كتاب الله:
·
حَرَّمَ حَرَّمْنا مُحَرَّم حُرِّم تُحَرِّم
وكلهم من نفس الفعل وتعني المنع بالأمر النافذ باختلاف موضعه في الأيات وميزان
صرفه ويمكن بالضغط على رابط أرقام الأيات عرض الأية كاملة.
1.
"حَرَّم"
وردت 18 مرة، 6 مرات في سورة الأنعام في الأيات أرقام 119،
143،
144،
150،
151
و3 مرات في سورة التوبة في الأيات 29،
37 و2 في كل من سورة البقرة في
الأيات 173،
275
، الأعراف في الأيات 32،
33 ومرة واحدة في كل من سورة أل عمران أية 93،
المائدة أية 72،
النحل أية 115
، الإسراء أية 33،
الفرقان أية 68 ووردوا كلهم كأمر من الله بعدم الفعل أو المنع النافذ للمخاطب في كافة الأيات
وجاء لفظ الجلالة "الله" مقترنا بهم جميعاً
2.
" حَرَّمْنا وحَرَّمُواْ وحَرَّمَهُمَا
وحَرَّمَهَا" وردت 10 مرات، 4 مرات في سورة
الأنعام الأيات 140،
146،
148
ومرتان في سورة النحل الأيات 35،
118
ومرة واحدة في كل من سورة النساء أية 160،
الأعراف أية 50،
النمل أية 91
والقصص أية 12.
وردوا كلهم باتصال بالضمير الفاعل أو بالمثنى أو بالجمع لسرد المنع الواقع أو الذي
وقع كفعل من الله أو من أنفسهم وذلك ضمن قصص القران للأقوام السابقين.
3.
"مُحَرَّم ومُحَرَّمَةٌ ومُحَرَّمًا"
وردت 5 مرات، مرتان في سورة الأنعام في الأيات 139،
145
ومرة في كل من سورة البقرة أية 85،
المائدة أية 26 وإبراهيم أية 37.
وردوا كلهم كمفعول وأيضا لسرد المنع الواقع من الله على الأقوام السابقين.
4.
"حُرِّم وحُرِّمَتْ" وردت 5 مرات، مرتان في سورة المائدة في
الأية 3،
96 ومرة واحدة في كل من سورة النساء أية 23،
أل عمران أية 50 والأنعام أية 138
وجاء لفظ الجلالة "الله" مقترنا بهم جميعاً كفعل مبنى
للمجهول ولكن المعني هو المنع النافذ على أقوام سابقين وأيضا ساري على المخاطب في
الأيات
5.
" تُحَرِّمُواْ ويُحَرِّمُ ويُحَرِّمُونَ
ويُحَرِّمُونَهُ وتُحَرِّمُ"
ووردت في 5 مرات، مرتان في سورة التوبة في أية 29،
37 ومرة واحدة في كل من سورة المائدة أية 87 والتحريم أية 1.
وردت بفعل مضارع كاستنكار من الله لما كان الأقوام السابقون يمنعون ما أحل الله
المجموعة الثانية (الاسم):
نرى أن حُرُم هو اسم بصيغة الجمع على وزن فُعُل وحسب ميزان الصرف نجد أن حَرام هو مفردها على وزن فَعال ويمكننا
تجميع الاتي من أشكال صرف كما وردت في كتاب الله:
·
حُرُم حُرُمَات حُرُماً حُرُمَاتِ حَرم حَرام الحَرام
وردوا حسب موقعهم في الأية
لوصف منع عام أو زمان أو مكان أو الحال الذي عليه الشيء كتمييز وتعظيم
1.
" حُرُم"
ووردت 3 مرات مرة في واحدة معرفة بالألف و اللام، مرتان في سورة التوبة في الأيات 5،
36
و مرتان في سورة المائدة أية 1،
95
و جاء ذكرهم مرتبطا بموسم الأشهر الأربع الحرم و أذان الحج بداية وإعلاناً بمنع
الصيد و التقاتل في تلك الفترة الزمنية
2.
" حُرُمَات" ووردت مرتان،
مرة في سورة البقرة أية 194
ومرة في سورة الحج أية 30
وكلا الأيتان كتمييز وتفضيل وتعظيم الأوقات الحُرُم و أنهم ذو قدر عند الله جل و
على بينما في سورة البقرة اقترنت بالشهرِ الحَرامِ (النسئ) و في سورة الحج جاءت كتفضيل
و تعظيم الأشهر الحُرُم كموسم للحج
3.
" حُرُماً" ووردت مرة
واحدة في سورة المائدة أية 96
وتصف الحال كونه في موسم الأشهر الحرم و تذكرة بمنع صيد البر
4.
" حَرَمَاً" وردت مرتان
مرة في سورة القصاص أية 57
ومرة في سورة العنكبوت أية 67 وكلاهما
لوصف مكان محيط خاص أمن ومعالمه واضحة لمن فيه
5.
" حَرَام" ووردت ثلاث
مرات، مرة واحدة في كل من سورة يونس أية 59
وسورة النحل أية 116
وسورة الأنبياء أية 95 و جاءت بصيفة المفرد الغير معرف بالألف و اللام كمنع عام غير محددة
معالمه و كناية عن جهل الإنسان و الافتراء على الله.
6.
" الحَرَام" ووردت 23
مرة، 10 مرات في سورة البقرة الأيات 144،
149،
150،
191،
194،
196،
198،
217
و5 مرات في سورة المائدة الأيات 2،
97
و 3 مرات في سورة التوبة الأيات 7،
19،
28
و مرتان في سورة الفتح أية 25
و 27 ومرة واحدة في كل من سورة الإسراء أية 1
و الحج أية 25
و جائت معرفة بالألف و اللام كتعظيم و توقير و أيضاً جاءت لوصف المكان فاقترنت ب الْمَسْجِدِ،
الْمَشْعَرِ والْبَيْتَ و لوصف الزمان ب الشَّهْرُ
وخلاصة القول في مقارنة بين ما أُحِل لنا وما حُرِّم علينا في الجدول
التالي:
الحلال
|
الحرام
|
||
الكلمة الدالّة
|
الأيات
|
الكلمة الدالّة
|
الأيات
|
"أُحِلَّ وحِلّ وأُحِلَّتْ وأَحَلَّ وأَحْلَلْنَا"
|
"حَرَّم"
|
||
"حَلاَلاً وحَلاَلٌ"
|
"حَرَام"
|
ومن الجدول نستنتج الأتي:
أولا: ما حلل وما حرم الله جاءوا صراحتا ولا خلاف في فهم
الأيات
ثانيا: كثير ما حلل وحرم وبكثرة يعمم في مجتمعاتنا الأن كفهم
خاطئ لبعض الأيات وتكرار ما فعله القوم السابقون من ظلم لأنفسهم وفما حُلِّل لهم
وما حرِّم عليهم فهو للعلم به فقط و ليس بإعادة تحلله و تحريمه.
ثالثا: أحل الله لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث وذلك فضلاً
منه لأن الإنسان ظلوماَ جهولاَ و قد يسيء لنفسنه و يبدد الخيرات فيما لا ينفع
بعيدا عن ما فطره الله عليه.
وأتمنى أن أكون قد وفقت في
سرد ما يدور في خاطري استنادا على تدبر أيات كتاب الله و أن تكونوا من القوم الذين
يقرأون أو يسمعون القول فيتبعون أحسنة.
وأترككم في رعاية الله
تعليقات
إرسال تعليق