إرم ذات العماد
كثير من الباحثين اهتموا بالبحث عن المدينة
الضائعة التي تسمى إرم المذكورة في القرآن وبالأخص في سورة الفجر آية 7 التي لم
يخلق مثلها في البلاد، ومنهم من توصل على أنها قد تكون في الأردن أو في مصر أو فيما
بين اليمن وعمان في منطقة حضر موت، فكل فريق أتى بنتيجة بحثه مدعمة بصور من حملات استكشافية
توحي بصحة ما جاء بها من احتماليات العثور على مدينة المفقودة وتوسموا اسمها إرم.
كان الباحثون ومازالوا يلهثون وراءها للتوصل
الى أين عاش قوم عاد ومعرفة ما خلفوه من أثار منشأة أو حفريات أو خلافه يستدل منها
عن طبيعة حياتهم ومعرفة ما حل بهم من عذاب ونسوا أن كلمة إرم قد يكون لها معنى
أخر.
فلنسرد الآيات ولنتعرف على إرم وما حل بها،
فقال تعالى في سورة الفجر من الآيات 6 إلى 14
بسم الله الرحمن الرحيم
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ **
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ** الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ** وَثَمُودَ
الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ** وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ** الَّذِينَ
طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ** فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ** فَصَبَّ عَلَيْهِمْ
رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ** إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)
صدق الله العظيم
يقص الله علينا نبأ عاد وإرم وثمود وفرعون وما فعل بهم سبحانه فهم
طغوا وأفسدوا في ديارهم فحل عليهم العذاب صباً وأن الله مهلكهم ومهلك كل ظالم
أثيم. ودعونا نتدبر الأبيات تفصيلاً ونستعن باللغة العربية وإعراب الكلمات والأساليب
البلاغية ونجد أن الآيات تضم أسماء وأماكن وأفعال وصفات على النحو البلاغي بداية
باسم الشخص أو القوم ويليها ما تميز أو تميزوا به وظن أو ظنوا به العظمة وأخرا
تساويهم في العمل الأثيم ومنثم حق عليهم الفعل بنفس العذاب من الله.
أولا: الإعراب
بعاد : جار ومجرور متعلقان بالفعل والجملة
الفعلية السابقة وصارا مفعول به
إرم : بدل من عاد
ذات العماد : ذات صفة
مضاف إلى العماد
التي لم يخلق : صفة
ثانية لإرم ولم حرف جزم ويخلق فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم
مثلها : نائب فاعل
في البلاد : متعلقان بالفعل يخلق والجملة صلة
وثمود : معطوف على عاد
الذين جابوا : الذين صفة
ثمود وجابوا فعل ماض وفاعله والجملة صلة الذي
الصخر : مفعول به
بالواد : جار ومجرور متعلقان بالفعل جابوا
وفرعون : معطوف على ما قبله ثمود وعاد
ذي الأوتاد : ذي صفة
فرعون المضافة إلى الأوتاد
الذين : بدل من عاد وثمود وفرعون
طغوا : فعل ماض وفاعله والجملة صلة
في البلاد : جار
ومجرور متعلقان بالفعل طغوا
فمما سبق، نجد عاد وإرم وثمود وفرعون أسماء وأن كلهم أسماء علم ذكور
أي أسماء أفراد إلا اسم إرم فهي اسم علم مؤنث لأن الصفات الدالة على الأسماء أتت
بصيغة المذكر لعاد وثمود وفرعون ماعدا إرم أتت صفتيها الأولى والثانية بالوصل المؤنث
(ذات) و(التي) وأيضا إرم إعرابها بدل والبدل يحل محل المبدل منه في كافة أحكامه
فمثلها كمثل عاد.
ثانيا: معاني الصفات
صفات إرم
1. ذات العماد : صفة مفرد تأنيث وتمتلك أعمدة الأبنية الضخمة
العالية مما يشير إلى عظم البنيان في ذلك العصر
2. التي لم يخلق مثلها : مؤنث وخلقها الله سبحانه فهو الخالق وجعل لا مثيل
لها في أي من البلاد مما يشير علو شأنها أو جمالها الطاغي واحتمال هيئتها لا تشبه
هيئة البشر في ذلك العصر من الزمان
صفات ثمود
1. الذين جابوا الصخر
بالواد : صفة جمع مذكر وأنهم قطعوا صخور
الجبال أتوا بهم إلى الوديان مما تشير إلى قوة البنيان والأجسام لهؤلاء القوم
وحياتهم فيما بين الجبال والوديان
صفات فرعون
1. ذو الأوتاد : صفة مفرد مذكر وأنه يمتلك حجارة قوية
مسلات عالية ومعابد أو أهرامات مثبتة بالأرض ومرفوعة عالية إلى عنان السماء مما
تشير إلى الزهو والعلو في الشأن والمقام
صفات شارك فيها عاد، أرم، ثمود وفرعون
1. طغوا في البلاد : صفة تدل على تجاوز الحدود والمبالغة في
العصيان والظلم للعباد
2. أكثروا الفساد : صفة تدل على الإفراط في الصفة السابقة
مما أدي إلى انتشار الاضطراب والخلل والقحط وإلحاق الضرر البالغ لبلادهم وقومهم
ثالثا: نوع العذاب
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
"صَبَّ" فعل مصاحب لحركة المياه و "عَلَيْهِمْ"
تشير أن العذاب كان مماثل لهم جميعا و "سَوْطَ " يشير الي شدة الفعل ووجود
مجرى مائي أو سبيل لتكون مجرى مائي حسب ما ورد في المعجم.
فما سبق من إعراب وصفات وعذاب يمكننا أن نرتب الأحداث ونربط الوقائع ونستنتج أن الآيات الكريمة تشير إلى:
·
إرم
سيدة من قوم عاد عاشت معهم وليست على شاكلتهم فهي خلق خاص وعاقبها الله بطغيانها
وفسادها لقومها ومن تبعها من قومها وحدهم بعذاب مخالف لعذاب قوم عاد كما ذكر في
آيات أخرى الخاصة بقوم عاد في العموم
·
فئة
من قوم ثمود قطعوا الجبال ونقلوا الصخور إلى الوديان مما أخل بطبيعة المكان الذين
عاشوا فيه وشاع بينهم الطغيان والفساد فعذبهم الله وحدهم بعذاب مخالف لعذاب قوم
ثمود كما ذكر في آيات أخرى الخاصة بقوم ثمود في العموم
·
فرعون
استعبد قومه وأجبرهم على تشييد المسلات والمعابد لعبادته من دون الله فأنزل الله
عليه وجنوده منفردين عذاب الله كما ذكر في آيات أخرى
·
العذاب
الذى أنزله الله عليهم هو إغراق بالماء كما حدث مع فرعون وجنوده أثناء عبور البحر
خلف موسى عليه السلام وبنى إسرائيل
o
فرعون
أطبق عليه البحر
o
إرم
وبعض قوم ثمود ربما نفس مصير فرعون أو مشابه له وقد يكون بأمواج تسونامي التي تغرق
اليابس وتقضى على من حلت عليه
o
قوم
عاد وقوم ثمود سكنوا مناطق قريب من ساحل البحر تحدها الجبال وبه السهول تشكل مجرى مائي
o
قوم
عاد وثمود وفرعون اشتهروا بالبنيان القوي كأنهم يعيشون أبداً ولم يخافوا يوم
يلاقوا الله
·
أدعوا
كافة الباحثين لإعادة النظر في قصة السيدة إرم والبحث عن أماكن معيشة قوم عاد
وثمود كما أشرت في النقاط السابقة.
salem alaykoum !! c'est un sujet de grande importance traiter méthodiquement bravo dans les temps anciens irm ou irma était déesse germanique crainte des pêcheurs, elle symbolise aussi bien la mer nourricière que l'océan destructeur
ردحذف