البشر كان إنسان


لو بحثت عن كلمة "الإنسان" في القرآن لوجدنا بعدها
ضعيفا، ليئوس كفور، لظلوم كفار، خصيم مبين، عجولا، ظلوما جهولا، هلوعا، ما أكفره

وذلك لا يتعارض أبدا مع قوله سبحانه " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين:4] "
لأن التقويم هو القابلية للتعديل للأحسن من حين لأخر، فكان خلق الإنسان في مرحلته الأولى وكانت صفاته العامة لم ترقى بعد للعقل الإدراكي الواعي

ثم تسلسل التطوير وكان الارتقاء والعلو والسمو ورفعة الإدراك لعقل الإنسان حتى صار بشر

لأن لو بحثت عن كلمة "بشر" ستجدها مرتبطة بزيادة الوعي تزامنا مع أدم والخلافة في الأرض

أمر الله الملائكة بالسجود لأدم وقال تعالى " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ [الحجر:28] "
فسجدت الملائكة بينما أبى إبليس و " قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ [الحجر:33] "

ونرى الفرق بين الإنسان والبشر في الأية " أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً [الإسراء:93] وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً [الإسراء:94] " حيث كان الإنسان بصيغة الجمع الناس جهولا عجولا خصيم مبين في الرد على أحد البشر من الرسل

الإدراك وتطور العقل الواعي بدأ بالإنسان كمرحلة أولى بدائية الإدراك ثم تلاها مرحلة البشر وظهور العلم وأول البشر هم أدم الشخص وأدم الجنس والبني أدم من نسلهم ومع كل رسول يبعثه الله لقوم يكون التطوير لهم وزيادة الوعي للإنسان أن ذاك في ذلك العصر والزمان والمكان الذي تخلف عن ركب تطور الإدراك حتى يعاد تقويمه ويزداد وعيه ليصير من البشر المتطورين المدركين الواعيين

وظل الزيادة في الوعي والإدراك حتى حان موعد الحكمة والتفريق بين الضلال والهدى لسبيل لله تزامنا مع داوود الشخص والجنس الذين منحهم الله الحكمة فكان خير خلف لمن قبله من أدم وقال تعالى " يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ [ص:26] "

واستمر التطور للوعي حتى حان موعد بعثة محمد (ص) ونزول القرآن والوقوف عند نقطة انطلاق التطوير للآفق اللامتناهي معتمدا على أساس متين مبين مستعينا بتدبر آيات القرآن العظيم وما أوتينا من النعم ولنحيي حياه أصحاب الجنة في الأرض وندخل بإذن الله جنات الخلد بعد يوم الحساب والابتعاد عن أصحاب الجحيم

فكلما كنت ظلوما جهولا كنت إنسان وكلما ازداد وعيك الإدراكي ارتقيت وتطور عقلك فكنت بشر وأول نقاط البشر هي مرحلة أن تكون أدم وعلى بداية طريق التطور لعقلك الواعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقويم التقويم الهجرى

الشروق و الغروب و تصحيح المواقيت

ادم